طوارئ السلمانية عذراً.. ولكن!
غازي الغـــريري
صحيفة الوطن - العدد 1826 الجمعة 10 ديسمبر 2010
كان أشبه بسوق سمك ولا أبالغ بذلك الوصف، فقد كنت أعاني من الوقوف وغيري كثر في طوارئ مستشفى السلمانية عندما كانت والدتي مريضة، ولا أبالغ أيضاً أنني وصلت إلى حد الترجي من الممرضات الآسيويات أن يأخذن عينة من الدم لوالدتي ولكن لا حياة لمن تنادي، حيث يتعذرن بأنهن مشغولات بمرضى آخرين وذلك من كثرة المرضى في الغرفة التي تكاد تنفجر من كثرة الأنفس فيها من مرضى ومرافقين لهم كل منهم يمسك بورقة مريضه المتدلية لساعات، ولا ألوم الطبيبتين حينها في غرفة (...) في قسم الطوارئ حيث لم يجلسن حتى على الكرسي من كثرة تزاحم الناس في الغرفة التي كانت مكتظة عن بكرة أبيها، وكذلك لا أبخس حق ممرضة بحرينية كنت قد ذهبت لأشكو لها الحال وكانت في غرفة مشرفة الممرضات وقامت بنفسها وساعدت والدتي على أخذ عينةٍ من دمها للمختبر وإلا لكان الوضع قد يمتد لساعاتٍ أطول.
كنت قد ترددت في التطرق لما حصل لي شخصياً حين كنت مرافقاً لوالدتي إلا أنني آثرت الكتابة في هذا الموضوع لأن ما حصل لي بالطبع حصل لغيري من المواطنين، وتطبيقاً للمثل الشعبي القائل ''خرخشة ما منها خسارة'' تطرقت لهذه القضية التي باتت تؤرق شريحة كبيرة من المواطنين، وإن كان غيري من الزملاء قد تطرقوا لهذه المشكلة ولم يحدث شيء حيال ذلك والصورة لن تتغير وستتكرر بشكل يومي اعتاد عليه الناس.
أنا على يقين بأن المقال لن يعجب المسؤولين في وزارة الصحة ولكن ليعذروني وعلى رأسهم الوزير الدكتور فيصل الحمر، ولكن هذه هي معاناة الناس مع طوارئ السلمانية الأزلية التي يعتقد الكثيرون بل ويجزمون بأنها لن تنتهي في ظل تزايد السكان في المملكة، بالإضافة لعدم التحرك السريع من قبل الوزارة على رغم التوجيهات من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء المتكررة بالتسهيل وتذليل المشاكل والعقبات التي تواجه المواطنين.
يجب على وزارة الصحة أن تعمل بشكل جدي على إيجاد الحلول المناسبة للأعداد المتزايدة للمرضى الذين يتردّدون على طوارئ السلمانية وأن يستنفروا للبحث عن الحلول الناجعة وعدم تزاحم الناس وإهمالهم وتكديسهم في غرفة المعالجة وأن تضع نصب عينها وضمن أولوياتها المراجعين والمرضى وأن لا تكون الغرف ثلاثاً بل يجب أن تكون أكثر من ذلك وأن يتم تغذية القسم بأعداد أكثر من الأطباء وليس واحداً أو اثنين لا يمكنهم أن يتحملوا أعداد المرضى التي تتدفق على الطوارئ، وبالتالي لابد أن يكون هناك تشخيص للحالات التي تستدعي دخولها الطوارئ من الحالات العادية التي يمكنها مراجعة المراكز الصحية حتى لا يسببوا ازدحاماً لا داعي له وأخذ وقت غيرهم من المرضى الذين هم أحق في العلاج نظراً لحالتهم الصحية التي أجبرتهم حتماً بالذهاب وزيارة قسم الطوارئ بمستشفى السلمانية. كل ما نتمناه من رئيس قسم الطوارئ وكذلك المعنيين في المستشفى والوزارة وكذلك قسم العلاقات العامة والإعلام أن يتقبلوا هذا الانتقاد البناء بصدر رحب وأن يعملوا على تلافيه في المستقبل وأن يجدوا الحلول الناجعة، وباعتقادي يمكنهم ذلك من أجل راحة المواطنين والمقيمين والمرضى الذين يعانون من الآلام التي جعلتهم يلجأون إلى طوارئ السلمانية لحالتهم الصحية، كما أنني على ثقة بأن المسئولين في الوزارة سيأخذون هذه الملاحظات محمل الجد من أجل مصلحة الوطن والمواطن وليس لأيّ شيء سواه.
؟ همسة..
أمنية كل مواطن ومقيم مريض حين يصل إلى طوارئ السلمانية أن يخرج وهو معافى لا أن يزيد مرضاً فوق مرضه!