متى سيعترف «السلمانية» بوجود أزمة نقص أسرة؟
حينما نشرت «الوسط» قبل أيام خبر انتظار أكثر من 85 مريضاً في طوارئ مجمع السلمانية الطبي نقلهم لأجنحة المجمع، طالعتنا وزارة الصحة ببيان رسمي من المدير التنفيذي لمجمع السلمانية الطبي يؤكد فيه بأنه «لا توجد أزمة نقص أسرة في مجمع السلمانية الطبي»، ولا أعرف ماذا تُسمي إدارة المستشفى انتظار هذا العدد الكبير من المرضى في الطوارئ على أمل نقلهم إلى الأجنحة في ذلك اليوم الذي كان يصادف الخميس؟!
أذكر في العام 2007 وتحديداً في شهر يناير/ كانون الثاني حينما اتصلنا بوزيرة الصحة السابقة ندى حفاظ لنسألها عن مصير66 مريضاً ينتظرون في الطوارئ أسرة الأجنحة قالت بكل شجاعة وحس عالٍ بالمسئولية: «نحن نمر بأزمة حقيقية، وفتحنا خطاً ساخناً مع الأطباء لاحتواء الأزمة»، وأذكر أيضاً أن إدارة المجمع حاولت حينها نقل بعض المرضى بسيارات الإسعاف إلى مستشفيات أخرى من بينها المستشفى العسكري ضمن مساعيها لحل الأزمة.
إذا كانت الوزيرة السابقة تعتبر 66 مريضاً «أزمة حقيقية» وإدارة السلمانية الحالية تعتبر 85 مريضاً ينتظرون أسرة في مجمع السلمانية الطبي «لا يُشكلون أزمة»، أعتقد أن هناك ثمة «بطولة» في تصريف الأمور في المستشفى وخاصة إذا ما علمنا أن إحدى وسائل توفير الأسرة هو ربما ترخيص مرضى من بينهم مرضى سكلر مازالوا متعبين وبحاجة إلى البقاء في المستشفى، فيتم ترخيصهم لتنتكس حالتهم الصحية ليعودوا إلى المستشفى في المساء ويدخلون في قائمة الانتظار مرة أخرى، فهل تم حل المشكلة؟
ولا أعرف ما هي مهام لجان الجودة في وزارة الصحة، لماذا لم تقم بزيارة وحدة الإنعاش في الطوارئ يوم الخميس الذي كان يصادف التاسع من الشهر الجاري، حينما كان عشرة مرضى في الوحدة بينما الوحدة تسع ثمانية فقط؟.
من غير المقبول تكرار تكدس المرضى في طوارئ مجمع السلمانية الطبي، ومن غير المقبول أن تصل القائمة إلى 85 مريضاً، وهو مؤشر خطير يجب الانتباه إليه فنحن مازلنا في مطلع الشتاء، كما أن الطوارئ مُعرض في أية لحظة لاستقبال جرحى ومصابين في أي حادث/ حريق/ كارثة لا قدر الله مثلما حدث مؤخراً في حريق مصنع الزيوت، فأي تكدس في الطوارئ وحصول فوضى سيؤثر في سرعة الاستجابة لأية ظروف كارثية.
علياء علي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3028 - الثلثاء 21 ديسمبر 2010م الموافق 15 محرم 1432هـ