تمكين المرأة العاملة
حسن عيد - . (قضايا المرأة)
«03-ديسمبر-2010»
في الذكرى الثانية للمرأة البحرينية لم نر إنجازات المرأة العاملة وبشكل خاص في العمل النقابي، فمفهوم العمل النقابي يبدوغريبا على مجتمعانا البحريني، وإقبال المرأة على الانضمام إلى العمل النقابي مازال ضعيفا أو معدوما في معظم مواقع العمل.
ولا يخفى على أحد كيف نافست العاملة البحرينية الرجل في مختلف ميادين العمل والفعاليات الاجتماعية أو السياسية، وكيف أبدعت في عملها ونشاطها وباعتراف الجميع وأثبتت كفاءاتها، ولكن للأسف لاتزال العاملة والتي تشكل 15 % من عدد الأعضاء في النقابات العمالية مبتعدة أو مبعدة عن العمل النقابي، باستثناء بعض النقابيات اللاتي تقدمن للترشح لعضوية المجالس النقابية، فإذا فازت تصبح في الغالب رئيسة لجنة المرأة فقط، وإذا لم تفوز تحجم عن المشاركة في الفعاليات التي تقام من أجل المرأة وقضاياها.
هل جرى تهميش العاملة من جانب فئة معينه لا تقبل أن تشاركهم المرأة بشرف هذا النضال العمالي؟ أم هي السلبية التي يعاني منها المجتع بشكل عام؟ وعلى مستوى أمانه الاتحاد العمالي فقد فازت مرشحة واحدة فقط، ولولا الخجل وضرورة وجود عنصر نسائي في الأمانة لما وصلت هذه المرشحة! فما الذي يمنع وجود أكثر من عنصر نسائي في الاتحاد؟
وحتى الأن، نجد من يروج بأن العمل النقابي يحتاج إلى متطلبات لا تستطيع المرأة الالتزام بها، مثل النزول إلى ساحات العمل ومشاركة العمال في همومهم ومشاكلهم اليومية، وكذلك التذرع بوجود صعوبات كثيرة تواجهها مثل عدم وجود الوقت للتفرغ للعمل النقابي، والذي تحتاجه النقابات العمالية، ولا ننسى العادات والتقاليد التي لا تساعد المرأة لطرح نفسها للعمل النقابي، وحاجتها للدعم الكامل من الأسرة والمجتمع.
لقد بدأ الاتحاد العمالي العمل في برنامج التمكين الذي تهدف أمانة المرأة العاملة من خلاله إلى تمكين المرأة من وتأهيلها لكي تكون نقابية قادرة على العمل في مختلف هياكل النقابات والاتحاد لزيادة وعي المرأة ونشاطها وتمكنها. إن المرأة اليوم أصبحت تعمل في مواقع العمل كافة سواء المكتبية أو غيرها، وصولاً إلى أعمال تعتبر شاقة مثل سائقة تاكسي.
نعم، حان وقت المرأة للمشاركة وبقوة في العمل النقابي، المساهمة وبشكل فعال لتحقيق المزيد من الحقوق والمكتسبات العمالية، وأن تعمل لتشجيع انخراط المرأة بالنقابات العمالية لتؤسس مجتمعا متطورا يهدف إلى الشركة المجتمعية.
البلاد - 3 ديسمبر 2010