رجال المافيات في اليابان يركبون اصابع اصطناعية للانخراط في المجتمع
شبكة النبأ: عندما يتوقف رجل المافيا الياباني عن العمل، يظل تاريخة ماثلا على يديه، فهو ينقصه اصبع وربما اكثر، ويكون الحل لاعادة الاندماج في المجتمع بوضع اصابع مستعارة.
يشير تورو، العضو السابق في ياكوزا، المافيا اليابانية، الى اصابعه ويقول "انظروا، تبدو وكأنها حقيقة، اليس كذلك؟".
وقد انفق هذا الرجل سبعة الاف يورو للحصول على هذه الاصابع الجديدة، على أمل الحصول أيضا على حياة جديدة.
ويروي تورو، وهو اسم مستعار "لم يلاحظ احد الفرق سوى عجوز في السبعين من عمرها لاحظت على الفور، فأخبرتها اني تعرضت لحادث في المصنع حيث أعمل".
وعلى غرار المافيا الايطالية والعصابات الصينية، تعمل ياكوزا في اليابان في مختلف قطاعات الجريمة، من القمار الى المخدرات والدعارة وصولا الى تبييض الاموال من خلال شركات مرموقة.
ويبلغ تعداد المنتسبين لهذه العصابات حوالى 63 الفا، وهم يستفيدون من غض نظر السلطات عنهم طالما لم تكن نشاطاتهم علنية، رغم التشدد النسبي حيالهم في السنوات الاخيرة.
في تشرين الاول/اكتوبر من العام 2012، استقال وزير ياباني من الحكومة بعد ما اقر بوجود صلة تربطه مع احد زعماء ياكوزا، وانه شارك قبل ثلاثة عقود في سهرة نظمها احد زعماء الجريمة المنظمة قرب طوكيو.. وهذا الوزير البالغ من العمر 74 عاما، والذي كان يتمتع بصيت حسن، هو بكل بساطة وزير العدل!
تحتفظ الذاكرة الجماعية لليابانيين بصورة الابطال عن عناصر ياكوزا، وغالبا ما تحول قصصهم الى رسوم متحركة وحكايات مصورة، لكن الحقيقة اقل امتاعا من الخيال. بحسب التقاليد والاعراف التي تحكم عالم المافيا اليابانية، فان عنصر الياكوزا، اذا انتهك قوانين جماعته، ينبغي عليه ان يقطع اصبعه بنفسه ويقدمه الى زعيمه.
كانت الامور تسير بشكل جيد مع تورو، الذي كان يدير مؤسسة صغيرة لحماية النوادي الليلية والحانات في حي كابوكيتشو في طوكيو، وكانت العصابات المنافسة تتجنب الاقتراب من منطقة نفوذه.
لكن يوما من الايام حمل اليه حظا عثرا، اذ ان احد "الاخوة" اي احد الرفاق في العصابة، راودته فكرة تعاطي المخدرات واللجوء الى السرقة، ما اثار غضب الزعيم، فاضطر تورو الى قطع اصبع من يده اليسرى. بحسب فرانس برس.
وفي حادث مماثل، ارتكب احد الرفاق ايضا تجاوزات دفعت تورو مجددا الى استرضاء الزعيم بقطع اصبع من اصابعه. ويروي ذلك قائلا "الاصبع الاول يمكنك ان تقطعه بسهولة، تثبته، وتضع فوقه سكين مطبخ، وترخي كل ثقلك على السكين فينتهي الامر، لكن الاصبع الثاني كان اصعب مما تصورت، كان لا بد لي من مساعدة احد الاخوة".
بعد ذلك انغمس تورو في معاقرة الخمر، وجلب لنفسه المشكلات، ومنها السطور على حانة، وكان صاحب الحانة صديق زعيمه، فكلفه الامر اصبعا ثالثا. ولم يخرج تورو من هذه الدوامة الا بفضل الحب. ويقول "التقيت فتاة، واردت ان اتزوجها، لكنها قالت لي انها لا يمكن ان تتزوج من رجل عصابات، فقررت ان اترك عالم المافيا".
لكن ترك المافيا ليس بالامر اليسير، بل انه ايضا يكلف اصبعا آخر. لكن قطع هذا الاصبع هذه المرة كان امرا صعبا جدا، فاستعان تورو باحد "الاخوة" ومستخدما سكينا ومطرقة. وللانخراط في المجتمع مجددا، كان لا بد لهذا الرجل من ان يستعيد اصابعه، مستعينا باحد الاطباء المتخصصين في تركيب الاطراف الاصطناعية. ويقول الطبيب ان معظم زبائنه هم ممن تعرضوا لحوادث، وان نسبة رجال المافيات بينهم لا تتعدى 5%.
وتكلف عملية تركيب اصبع اصطناعي من السيليكون 300 الف ين ياباني، اي 2300 يورو. ولا يبدي تورو أي ندم على ما انفقه على اصابعه، ويقول "اليوم انا ادير ورشتين لترميم المنازل، واربح 300 مليون ين سنويا (2,3 مليون يورو)"، متمنيا لرفاقه في المافيا مصيرا كمصيره.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 6/تموز/2013 - 26/شعبان/1434