سوالف
نحن سنة وشيعة ضد الإرهاب!
الخميس 01 أغسطس 2013
من المؤلم والمضحك معا أن ينظر البعض إلى مسألة المصالحة الوطنية بمنظار واحد، ويرى أن الحل يكمن في لجنة للحكماء من الطائفتين الكريمتين بدلا من سن القوانين وتشديدها!
أولا نحن لسنا في حاجة إلى مصالحة وطنية؛ لأن ليس هناك خلاف من الأساس بين الطائفتين الكريمتين “السنة والشيعة”، وإنما نحن أمام مأساة عميقة هي مأساة الإرهاب، فئة ضالة عميلة لا تمثل الشيعة لا من قريب ولا من بعيد، نحن أمام زحف مسلح بكل الوسائل من قبل مليشيات إرهابية تحركها أصابع إيرانية عدوانية دخل معها الشعب البحريني بأكمله “سنة وشيعة” في معركة طاحنة، وها هو ينتصر عليها بفضل تلاحمه ووحدة كلمته، وينتصر على من حاول أن يزرع الفتنة والعنصرية المقيتة والاستعلاء المتعجرف.
عن أي مصالحة وطنية تتحدثون وسنة البحرين وشيعتها خاضوا معا بحسهم الوطني معركة شاملة ضد إرهاب عيسى قاسم وزمرته، وكانوا ومازالوا يدا واحدة في ردع من يريد استباحة الوطن.
هناك من يقول بأن المشكلة في البحرين هي مشكلة بين السنة والشيعة، ويمضي دعاة هذا الرأي الخاطئ، فيقولون إن الطائفة الشيعية الكريمة يُمارس في حقها التمييز، ويسعى أهل السنة لإضعافها أو القضاء عليها، ودعاة هذا الرأي الأجوف الغبي مخادعون ويمارسون ألوانا من الأكاذيب؛ من أجل إثارة الفتنة، والبعض يروج بكل خبث وحقارة عبر إعلامهم الطائفي وصحيفتهم أن الشعب ونوابه يمارسون هواية “إنهاء الآخر”، ضعوا خطا تحت كلمة الآخر. وهنا طبعا يقصدون أبناء الطائفة الشيعية.
الحقيقة التي ترقص أمامنا كنور الشمس، هي أن السني والشيعي كل منهم حمل مسؤوليته الوطنية وفرض عليه واجبه الوطني أولا وواجبه القومي ثانيا، أن يقول كلمته ويحاكم الإرهاب بنفسه عبر ممثليه، والمواجهة في البحرين ليست مواجهة بين سنة وشيعة كما يكذب إعلامهم العميل ويروج له، لا، المواجهة الحقيقية هي بين شرفاء الوطن من سنة وشيعة ومختلف الطوائف وبين فئة إرهابية ضالة باعت وطنها وأصبحت أداة عند النظام الإيراني المجرم العنصري الذي يتصور أنه يستطيع أن يستغل كل الشيعة في الخليج؛ لتنفيذ مخططه التوسعي القذر.
جماعة إرهابية عملت على أوسع نطاق ممكن وبإيعاز من إيران لهدفين أساسيين، أولهما مذهبي يتعلق بتقسيم البحرين إلى فريقين “سنة وشيعة”، وثانيهما تخريبي انقلابي وإيصال الوضع في البحرين إلى الحرب الأهلية كما في العراق، والمنحرف عن الخط الوطني فقط هو من وقف وعارض الجلسة الطارئة للمجلس الوطني الذي تقدم بتوصيات رفعت فورا إلى القيادة للتنفيذ والقضاء على الإرهاب الذي طال أمده في البحرين، وتخليص المجتمع من زمرة الإرهابيين والمجرمين والعملاء، بل وذهب بعضهم بعيدا وصور بحس طائفي أن توصيات المجلس موجهة ضد الشيعة!
إن المحنة الجسيمة التي عاناها وطننا هي محنة الإرهاب وما جره على بلادنا من ويلات وما تضافر عليه هو وعملاؤه وأدواته من تخريب وهدم، لذلك كان لزاما على أبناء البحرين بطوائفهم كافة أن يجتمعوا؛ لإنهاء الوضع الذي يهدد كيان البلد، وكان من توفيق إرادتهم أن اجتمع المجلس الوطني الذي يمثلهم ويتحدث بلسانهم وقال كلمة الفصل.
لذلك لا أرى شخصيا بأن هناك شيئا اسمه مصالحة وطنية؛ لأن العدو الحقيقي للشعب البحريني معروف، فإما أن تكون مواطنا تقول لا للإرهاب وتقف خلف قيادتك، وإما أن تسير عكس التيار وتصمت وحينها تكون شريكا في الإرهاب.
فحفظ الله البحرين من كيد المخادعين والأعداء المتربصين، وسيبقى شعب البحرين بطلا “بسنته وشيعته”، والشعور بالمسؤولية تجاه وطننا وثيقة مهمة في حياتنا، وقلوبنا مليئة بحرارة ذلك اللهب المقدس الذي يضيء نفوسنا ودروب كفاحنا ضد من لا يريد لنا خيرا.