الذكرى الثانية لثورة الشعب البحريني... هل تتعظ الحكومة من تجارب الطغاة؟
شبكة النبأ: تمر هذه الايام الذكرى الثانية للثورة البحرينية الشعبية، التي زلزلت الارض تحت عرش الحكومة المستبدة التي يبدو أنها لا تريد أن تستفيد من أخطاء السنتين الماضيتين، إذ تشير الدلائل كلها الى التمسك بمنهج القمع والتعذيب للمحتجين والمنتفضين من ابناء الشعب البحريني، وتؤكد التقارير، أن ابناء المسؤولين الحكوميين أنفسهم يشتركون في عمليات البطش والتعذيب، فضلا عن عصابات البعث الاجرامية المدربة على ابشع طرق التعذيب، والتي وجدت لها ملاذا جيدا في حضن الحكومة المالكة في البحرين.
ان التشبث بالمنهج الخاطئ لا يقود اصحابه الى النتائج الصحيحة، ولا يمنحهم الامان، ولا يمكن أن يجعلهم قائمون على رقاب الشعب الى الابد، هذا ما تؤكده الوقائع القريبة والقديمة في التأريخ السياسي العربي وفي تجارب الامم الاخرى التي تحررت من ربقة الطغيان، بل بالعكس، كلما ازدادت وسائل البطش الحكومي والتشبث المستميت بالسلطة، كلما ازداد الشعب اصرارا على تحقيق حرية وحماية حقوقة.
وهنا يُطرح التساؤل التالي: ألا توجد عقول متوازنة في الحكومة البحرينية، تدرس ما حدث ويحدث في الساحة العربية والبحرينية بذكاء ومروءة، لكي تستخلص النتائج المناسبة وتضع الحلول الصحيحة، وتستجيب لمطالب الشعب البحريني المشروعة؟، ألم تكفي سنتان من القمع المتواصل لهذا الشعب الأعزل؟ ألا يتعظ رجالات الحكومة واجهزتها الامنية مما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن، وأين الآن حكام وحكومات تلك الدول؟.
إن جميع المؤشرات تدل على أن السنتين الماضيتين من الانتفاضة البحرينة، تمضي في طريقها نحو تحقيق اهداف الشعب المشروعة، وأن جميع المعرقلات التي تضعها الحكومة ومن يساندها في ذلك، لا تجدي نفعا ولا تثمر ولا تتمكن من ايقاف مواصلة الجماهير نحو استعادة حقوقها، وهي تعد من ابسط حقوق الانسان في العيش الحر الكريم في ظل حكومة شرعية ينتخبها الشعب نفسه، ولا تكون ظالمة تنتهك حقوق الشعب لصالح ازلامها واجهزتها القمعية وما شابه.
لقد اعلنت منظمات حقوق الانسان العالمية بصوت واضح، أنها مع حقوق الشعب البحريني، وأن الحكومة البحرينة الحالية لا تزال تماطل منذ عامين، وتعلن شيء وتفعل خلافه، فلا يتفق القول مع الفعل، بمعنى انها تقول لا تعذيب ولا بطش، ولا مضايقات للرأي ولا اعتقالات للمتظاهرين، لكن الوقائع التي تجري على ارض البحرين تثبت غير هذه الادعاءات، حيث التعذيب المنظم لا يزال مستمرا ضد المحتجين والاعتقالات تطال اصحاب الرأي، وصوت العقل والعدالة في غياب تام، مع أن ازلام الحكومة ورؤساء اجهزتها على علم تام ومسبق بالنتائج التي ستؤول اليها الامور، وان كفاح الشعوب لا يذهب هدرا قط.
نعود ونقول ان صوت العقل والبصيرة ينبغي أن يحضر دائما، ولابد أن يوجد هناك ضمير او اعتدال لدى بعض رموز الحكومات القمعية، لذا لا تزال الفرصة سانحة للتصحيح والكف عن العناد غير المبرر، والذي لن يؤدي الى النتائج المتوخاة، فالتمسك بالكرسي بالنار والحديد لا يدوم مهما قدم الشعب من تضحيات، وان صبر الشعب اكبر واطول من صبر الحكومات، فأما الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة، واما السقوط الحتمي ولو بعد حين، فهل هناك من يعي مثل ها الكلام ويعرف النتائج التي ستحدث مسبقا؟.
ان ما يجري في البحرين منذ سنتين أمام مرأى العالم اجمع، يدل دونما ادنى شك بأن الشعب البحريني ماض قُدُما نحو تحقيق اهدافه المشروعة، وان التزمت الحكومي والتشبث باساليب القتل والاعتقال والمطاردة والتعذيب، لن يحد من اشتعال الثورة المتجدد في قلوب الشعب، لذا على الحكومة البحرينية ان تستجيب لصوت العقل، وان تعطي للشعب حقه في الحياة الافضل في ظل حكومة ينتخبها الشعب بنفسه، حقنا للدماء واستجابة لصوت العقل والضمائر الشريفة.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/شباط/2013 - 6/ربيع الثاني/1434