الفقر... آفة اجتماعية واسعة النطاق
شبكة النبأ: مشكلة الفقر كانت ولاتزال محط اهتمام الكثير من الدول والحكومات والمنظمات العالمية، التي تسعى إلى إيجاد الحلول الملائمة لأجل الخلاص من هذه المشكلة الخطيرة، التي تفاقمت بشكل مخيف ولأسباب مختلفة، وبحسب بعض المراقبين فانه وعلى الرغم من الجهود المتواصلة التي تقوم بها بعض الدول والمؤسسات العالمية الأخرى، فمشكلة الفقر في تزايد وانتشار خطير سواء في الدول الفقيرة الدول المتقدمة والغنية، وهو ما أدى إلى ازدياد الظواهر المخيفة التي أثرت وبشكل سلبي على استقرار وامن تلك المجتمعات، ومنها انتشار العنف والجريمة، والتشرد والبطالة وغيرها من المشاكل الأخرى، وفيما يخص هذه المشكلة المتفاقمة فقد بلغ عدد الاشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في الولايات المتحدة 46,5 ملايين شخص في العام 2012، أي 15% من إجمالي السكان، بحسب تقرير صادر عن مكتب التعداد السكاني في الولايات المتحدة. ولم تتغير هذه النسبة كثيرا بالمقارنة مع العام الماضي. وقد حدد خط الفقر لعائلة مؤلفة من أربعة أفراد بما يعادل 23492 دولارا من المداخيل السنوية.
ومن المفترض أن يصبح التأمين إلزاميا اعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير 2014 بموجب الإصلاحات التي اعتمدها الرئيس باراك أوباما، غير أن نحو 48 مليون شخص لا يتمتعون بتأمين صحي في البلاد (15,4% من إجمالي السكان في عام 2012). وهذه النسبة لا تختلف كثيرا عن تلك المسجلة العام الماضي. ولم يختلف معدل الدخل للأسرة الواحدة كثيرا في غضون سنة (44053 دولارا)، لكنه تراجع بنسبة 8,3% منذ العام 2007. وفي العام 2012، كانت النساء العاملات بدوام كامل يكسبن 77% (37791 دولارا) من الرواتب عينها التي يتقاضاها الرجال (49398 دولارا).
من جانب اخر أفادت إحصاءات أصدرتها وزارة العمل والتقاعد البريطانية أن واحداً من كل ستة أطفال في المملكة المتحدة يعاني من الفقر النسبي. وذكرت أرقام الوزارة، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أن مليونين و 300 طفل في المملكة، أي ما يعادل 17 في اليوم من مجموع أطفالها، عاشوا في كنف أسر يقل دخلها بكثير عن متوسط الدخل العادي خلال الفترة 2011 ـ 2012.
وأضافت أن الرقم ارتفع إلى ثلاثة ملايين و 500 ألف طفل، أي ما يعادل 27 في المئة من الأطفال في المملكة المتحدة، بعد حساب تكاليف السكن، بالمقارنة مع مليون طفل خلال الفترة 1998 ـ 1999. ويُعرّف الفقر النسبي حين يصل دخل الأسر في بريطانيا إلى أقل من 60 في المئة من متوسط صافي الدخل المتاح. وقالت المتحدثة باسم منظمة الإغاثة الخيرية البريطانية (اوكسفام) كاثرين تريبيك تعليقاً على بيانات الوزارة: من غير المقبول أن يزداد عدد الناس الذين يعيشون في الفقر بمعدل مليون شخص في سابع أغنى بلد على كوكب الأرض، وهذا العدد مرشح للزيادة على مر السنين بسبب التخفيضات التي أقرتها الحكومة البريطانية على الخدمات العامة والضمان الاجتماعي. وأضافت تريبيك أن: اتخاذ تدابير غير مطالبة الناس الأشد فقراً بشد الأحزمة، مثل رفع الحد الأدنى للأجور الوطنية تمشياً مع معدل التضخم، يمكن أن تساعدهم على مواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة ووضع الطعام المطلوب على موائدهم.
في السياق ذاته بلغ عدد المكسيكيين الفقراء 53,5 مليونا سنة 2012، وهو يرتفع باستمرار في هذا البلد الذي يضم 117,3 نسمة، على ما جاء في تقرير حكومي. وبين التقرير الذي أعده المجلس الوطني لتقييم سياسة التنمية الاجتماعية أنه سنة 2012، كان في المكسيك 53,3 مليون فقير، في مقابل 52,8 ملايين سنة 2010. ومع أن عددهم ارتفع، تراجعت نسبة الفقراء من السكان من 46,1 % سنة 2010 إلى 45,5 % سنة 2012.
ويعتبر المجلس أن الفقير هو الشخص الذي يفتقر إلى عنصر واحد على الأقل من العناصر الأساسية (التعليم والصحة والضمان الاجتماعي والغذاء ونوعية الحياة) والذي يكون راتبه أدنى من كلفة الأغذية الأساسية. وبحسب المجلس، فإن 34,8 % من المكسيكيين الذين لا يصنفون في فئة الفقراء هم في وضع صعب بسبب النقص في الخدمات الاجتماعية والرواتب المتدنية. وبالتالي، تبلغ نسبة السكان "غير الفقراء وغير المعرضين للفقر" 23,2 مليون نسمة فقط، أي 19,8 % من مجموع سكان المكسيك الذي يحتل اقتصادها المرتبة الثانية في أميركا اللاتينية. بحسب فرانس برس.
وبين العامين 2010 و2012، تراجع عدد السكان الذين يعانون فقرا مدقعا من 13 مليونا (11,3 % من السكان سنة 2010) الى 11,5 مليونا (9,8 % من السكان). ويذكر أن حكومة الرئيس انريكي بينييا نييتو المنتخب سنة 2012 اعتمدت منذ مطلع العام حملة ضد الجوع تشجع الانتاج الغذائي في الارياف وتدعم العائلات المعدمة ماديا وتكافح سوء التغذية لدى الاطفال في 400 مدينة.
اليمن و موريتانيا
الى جانب ذلك دعت منسقة الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس ومديرة برنامج الغذاء العالمي ايرثارين كازين الى زيادة الدعم لليمن محذرتين من ان الوضع الانساني في هذا البلد الفقير حرج اذ ان اكثر من عشرة ملايين نسمة يعانون من الجوع او مهددون به. واكدت المسؤولتان انه بالرغم من التطورات السياسية الإيجابية في البلد بقيادة زعمائه وبدعم من مجلس التعاون الخليجي، الا ان الوضع الإنساني لا يزال حرجا. وقالت فاليري آموس ان اليمن بلد عانى من الفقر المزمن وتأخر التنمية وملايين اليمنيين يكافحون من أجل التعايش مع أوضاعهم المعيشية الصعبة، فالناس بحاجة الي الغذاء والماء والتعليم والرعاية الصحية ولكن في نفس الوقت يريدون ان يعرفوا ان هناك استثمار يحدث لتأمين مستقبلهم. واضافت نحن بحاجة الي المزيد من التمويل لمساعدة الاشخاص الاكثر احتياجا.
وبحسب البيان، فان اكثر من 10 ملايين شخص في اليمن الذي عدد سكانه 24 مليون نسمة، اما جوعى أو على حافة الجوع مع وجود معدلات مرتفعة جدا من انعدام الأمن الغذائي. كما ان معدلات سوء التغذية لدى الأطفال في اليمن ضمن أعلى المعدلات في العالم، فيما يعاني نصف اطفال اليمن الذين هم دون سن الخامسة من التقزم نتيجة سوء التغذية. ويهدف برنامج الامم المتحدة الانساني لهذه السنة الى تزويد نحو خمسة ملايين شخص في 16 محافظة بالمساعدات الغذائية.
وقالت كازين، مديرة برنامج الغذاء العالمي، سنواصل تقديم هذه المساعدات الغذائية الحيوية وتحسين الأمن الغذائي والتغذية ولكن في نفس الوقت سنعمل على بناء قدرة هذه المجتمعات على التحمل ومواجهة الأزمات وضمان ان تكون الأسر نفسها قادرة على توفير احتياجاتها الغذائية من خلال الغذاء مقابل العمل، والغذاء مقابل التدريب والأنشطة الأخرى المدرة للدخل. بحسب فرانس برس.
وبحسب بيانات الامم المتحدة، فان نصف سكان اليمن بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية وأكثر من نصف عدد السكان لا يحصل على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي السليم، ومليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. كما تعاني مناطق في محافظة ابين الجنوبية من مشكلة الالغام في الاراضي الزراعية فيما لا يزال هناك 300 الف يمني نازحين من منازلهم في شمال البلاد. وكانت وكالات الامم المتحدة قدرت احتياجات اليمن من المساعدة الانسانية ب 716 مليون دولار في 2013، اي بزيادة 12% عن السنة السابقة، بعد اعادة تقييم حاجات السكان.
من جهة أخرى اعلن الاتحاد الاوروبي انه منح موريتانيا مبلغ 46 مليون يورو على شكل دعم للميزانية من اجل تعزيز جهود محاربة الفقر في هذا البلد الافريقي الذي يواجه منذ سنوات موجة جفاف. وقالت بعثة الاتحاد الاوروبي في نواكشوط في بيان ان الطرفين وقعا في العاصمة الموريتانية على اتفاقية ترعى هذا التمويل، مشيرة الى ان عملية التمويل هذه تندرج في اطار برنامج لدعم الميزانية بـ18,4 بليون اوقية (46 مليون يورو) ستخصص لتعزيز جهود مكافحة الفقر في موريتانيا.
واضاف البيان ان 40 مليون يورو من هذا المبلغ ستخصص لدعم الميزانية على مدى عامين، في حين ستستخدم الستة ملايين يورو المتبقية على شكل دعم مؤسسي لمدة ثلاث سنوات. واوضح البيان ان الهدف من هذه المساعدة هو زيادة التمويل الوطني لتحسين الاعمال التي تفيد السكان الاكثر فقرا، مشيرا الى ان قطاعات عدة ستستفيد من هذه المساعدة بينها التعليم والصحة والامن الداخلي وادارة الحسابات العامة. من جهتها نقلت وكالة الانباء الموريتانية عن وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية الموريتاني سيدي ولد التاه قوله خلال توقيعه الاتفاقية مع رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي هانز جورج غيرستينلور قوله ان الحصول على هذا التمويل يكلل مسارا طويلا سمح لموريتانيا باستيفاء الشروط المطلوبة للحصول على هذا التمويل الذي هو بداية مرحلة جديدة من التعاون بين موريتانيا والاتحاد الاوروبي.
واضاف الوزير الموريتاني ان هذا التمويل سيمكن من تعزيز مسيرة جهود مكافحة الفقر خصوصا فى مجالات الصحة والتعليم والامن الداخلي والمالية العامة، مشيرا الى ان هذه الاتفاقية المخصصة لدعم الميزانية ولتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفقر تأتى قى اطار الدورة العاشرة للصندوق الاوروبي للتنمية.
مساعدات قياسية
على صعيد متصل قال البنك الدولي انه قدم مساعدات قياسية للدول الأكثر فقرا في العالم خلال العام الماضي وان نصفها كان لافريقيا وذلك رغم صعوبة الوضع الاقتصادي العالمي. وبلغت التزامات البنك لذراعه المصرفي (المؤسسة الدولية للتنمية) التي تقدم قروضا ومنحا بدون فائدة للدول الاكثر فقرا في العالم، مبلغا قياسيا وصل الى 16,3 مليار دولار في السنة المالية 2013 التي انتهت في 30 حزيران/يونيو، بحسب ما افادت المؤسسة في بيان.
ويمثل ذلك زيادة بنسبة 11% مقارنة مع العام السابق. وذهبت نحو 50% من قروض المؤسسة الى افريقيا تليها دول جنوب اسيا التي وصلت حصتها الى 25%. وقدمت مجموعة البنك الدولي باكملها مبلغ 52,6 مليار دولار على شكل قروض ومنح وغيرها من اشكال المساعدات في السنة المالية 2013 بانخفاض عن 53,4 مليار دولار في العام الذي سبق مع انخفاض الطلب على المساعدات في الدول ذات الدخل المتوسط.
وقال رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ان البنك يحقق تقدما في مهمته لتعزيز النمو الاقتصادي والازدهار المشترك ومكافحة الفقر المدقع في الدول النامية. واضاف ان أداء البنك كان قويا خلال عامي الاول في الرئاسة، ونحن جميعا مستعدون لمعالجة التحديات الاقتصادية في الدول النامية خلال هذه الاوقات التي لا تزال غير مستقرة. ويعيش اكثر من مليار شخص او نحو 20% من سكان العالم في فقر شديد اي على اقل من 1,25 دولار في اليوم.
من جانب اخر قال صندوق النقد الدولي إن اقتصاد جيبوتي سينمو خمسة في المئة هذا العام ثم يتسارع صوب ستة في المئة بحلول 2016 لكنه يحتاج إلى التنوع ومواجهة البطالة إذا أراد إخراج نحو نصف سكان البلاد من دائرة الفقر المدقع. وأضاف الصندوق أن جيبوتي وهي دولة صغيرة مطلة على البحر الأحمر وحليف رئيسي للغرب في الحرب ضد المتشددين الإسلاميين والقرصنة تحتاج أيضا للمضي قدما في اصلاحات اقتصادية. وتابع استفادت غالبية السكان بشكل طفيف من النمو الاقتصادي مؤخرا. مضيفا أن اقتصاد البلاد نما 4.8 في المئة في 2012. وقال إن تقلبات أسعار السلع الأولية وعدم الاستقرار السياسي في البلاد يشكلان مخاطر رئيسية على النمو هذا العام.
واعتمد الناتج القومي لجيبوتي العام الماضي بشكل مكثف على النشاط في ميناء البلاد الذي تديره موانئ دبي العالمية وتجارة الترانزيت مع أثيوبيا المجاورة التي لا يوجد لها منافذ بحرية وأنشطة إعادة الشحن. وقال الصندوق إن التضخم سيتباطأ إلى 2.5 في المئة في 2013 من 3.7 في المئة العام الماضي حينما ساهم استقرار أسعار الغذاء العالمية ورسوم الطاقة المنخفضة للأسر ذات الاستهلاك الأقل في تخفيف ضغوط الأسعار في الإثنتي عشرة شهرا السابقة. بحسب رويترز.
ورغم ذلك فإن العجز المستمر في الميزانية يظهر حاجة جيبوتي إلى زيادة حصيلة الضرائب وتعزيز الإدارة الضريبية. وقال الصندوق "ينبغي أيضا إعطاء أولوية لإصلاح آلية تسعير الوقود وبصفة خاصة استبدال نظام دعم الوقود المكلف بإجراءات لتوجيه الدعم إلى مستحقيه ومراجعة نظام الإعفاءات الضريبية."
في السياق ذاته أفاد تقرير للبنك الدولي، أن أعداد الذين يعيشون تحت خط الفقر في بنغلادش، انخفضت بدرجة كبيرة على مدى 10 سنوات إلى 47 مليوناً من 63 مليوناً. وأضاف التقرير،إنه على الرغم من نمو السكان البالغ عددهم 160 مليون نسمة، تراجع عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر بنسبة 26 في المئة، في الفترة من 2000 إلى 2010. وتعريف الفقير لدى البنك الدولي، هو من يقل دخله عن دولارين في اليوم،أو من يقل عدد السعرات الحرارية التي يتناولها يومياً عن 2100 سعر حراري.
وقال التقرير الذي يحمل عنوان تقييم الفقر في بنغلادش رصد انجازات 10 سنوات من خفض الفقر 2000-2010، إن خفض الفقر ارتبط أساساً بنمو دخول العمال والتغيرات السكانية. وتراجعت معدلات الخصوبة باطراد على مدى عقود، ما أدى إلى خفض معدلات الإعالة وارتفاع نصيب الفرد من الدخل.
ببيع طائرة الرئيس
على صعيد متصل قالت وزارة الخزانة في مالاوي ان السلطات تنوي استخدام 15 مليون دولار جنتها من بيع طائرة الرئاسة في اطعام أكثر من مليون شخص يعانون من نقص مزمن في الغذاء. وأغضبت مالاوي مانحين غربيين تمثل مساعداتهم نحو 40 في المئة من ميزانيتها عندما اشترت حكومة الرئيس الراحل بينجو وان موثاريكا طائرة داسو فالكون 900إي.إكس.تسع 14 راكبا عام 2009. واهتمت رئيسة مالاوي جويس باندا التي تولت السلطة بعد موثاريكا الذي توفي لاصابته بأزمة قلبية في ابريل نيسان 2012 ببيع الطائرة وهي تسعى لاصلاح الاضرار التي خلفها الرئيس السابق الذي دخل في معارك مكلفة مع المانحين تركت الاقتصاد في حالة من الفوضى.
وقال المتحدث باسم الخزانة نيشنز مسويا مبلغ الخمسة عشر مليون دولار الذي حصلنا عليه من بيع طائرة الرئاسة سيستخدم محليا في شراء ذرة للمساعدة في اطعام حشود تعاني وسيخصص جزء من هذا المبلغ لانتاج البقول. وكانت بريطانيا المانح الرئيسي للمساعدات لمالاوي انتقدت شراء الطائرة وخفضت ميزانية مساعداتها لحكومة الرئيس موثاريكا بنحو ثلاثة ملايين جنيه استرليني (4.7 مليون دولار). لكن باندا التي تواجه انتخابات عامة العام القادم حصلت على اشادة في الغرب لاجراءات التقشف ومبادرات دعم اقتصاد البلد الفقير. وخفضت باندا راتبها بنسبة 30 في المئة وتعهدت ببيع 35 سيارة مرسيدس تستخدمها حكومتها.
دراسات أخرى
الى جانب ذلك اظهرت نتائج دراسة عالمية ان الفقر وما ينتج عنه من متاعب يستنزفان قدرا كبيرا جدا من الطاقة الذهنية وهو ما لا يترك للفقراء قدرة ذهنية تذكر لتوجيهها الى مجالات اخرى للحياة. ووجد باحثون ان الاجهاد الذهني قد يجعل ذكاء الفقراء يتراجع بما يصل إلى 13 نقطة وفقا لمعيار قياس نسبة الذكاء (آي كيو) ما يعني انهم على الارجح يرتكبون اخطاء ويتخذون قرارات غير صائبة تضاعف وتديم مشاكلهم المالية.
وقال الخبير الاقتصادي في جامعة هارفارد وأحد اعضاء الفريق العالمي الذي اجرى الدراسة سيندهيل موليناثان تشير نتائجنا إلى انه عندما تكون فقيرا فإن المال ليس الشيء الوحيد الذي ينقصك، فالقدرة الذهنية تتآكل ايضا. ووجد باحثون من جامعتي هارفارد وبرنستون وجامعات اخرى في اميركا الشمالية وجامعة وورويك البريطانية، عبر سلسلة تجارب، ان الهموم المالية الملحة لها تأثير فوري على قدرة الفقراء على الاداء بشكل جيد في اختبارات الذكاء.
وبعيدا عن الاشارة إلى ان الفقراء اغبياء اظهرت النتائج ان من يعيشون في ضائقة مالية تتأثر القوة الذهنية الفعالة لديهم بالضغوط المرتبطة بالسعي لكسب العيش. وفي المتوسط أظهر من واجهوا متاعب مالية انخفاضا في الوظائف الذهنية في مرحلة واحدة من مراحل الدراسة بنسبة بلغت 13 نقطة وفقا لمعيار قياس الذكاء. وقال استاذ علم النفس والعلاقات العامة في جامعة برنستون والذي عمل ضمن فريق الباحثين إلدر شافير إن المتاعب المالية تحديدا وليس الضغوط النفسية عموما هي التي تحد من القدرة على اتخاذ قرارات سليمة. واجرى الباحثون الدراسة على مجموعتين مختلفتين جدا هما متسوقون في مركز تجاري في نيوجيرزي في الولايات المتحدة وفلاحون في الهند.
على صعيد متصل كشفت دراسة حديثة أن نحو 25 في المئة من الأطفال والمراهقين في ألمانيا يتعرضون للعنف في الحياة اليومية. وأشارت الدراسة إلى أن أكثر الأطفال تعرضا للعنف البدني هم المنحدرين من عائلات فقيرة. وأظهرت الدراسة أن 32 في المئة من الأطفال قالوا إنهم يتعرضون للضرب كثيرا أو أحيانا. وذكر بعضهم أنه كثيرا ما يترك الضرب بقعا زرقاء على جسدهم. وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال المنحدرين من عائلات ذات وضع اجتماعي أفضل نادرا ما يتعرضون للعنف الجسدي. أجرى الدراسة خبراء من جامعة بيلفيلد الألمانية بتكليف من مؤسسة بيبانتن لدعم الأطفال. وشارك في الاستطلاع 900 طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاما.
متوسط العمر
من جانب أخر قالت منظمة الصحة العالمية ان متوسط العمر المتوقع للمرأة عند سن الخمسين ارتفع ولكن الهوة بين الدول الفقيرة والغنية اخذة في الاتساع وقد تتفاقم اذا لم يتم تحسين عملية اكتشاف ومعالجة امراض شرايين القلب والسرطان. ووجدت دراسة منظمة الصحة العالمية تراجعا كبيرا في حالات الوفاة بسبب الأمراض غير المعدية في الدول الغنية في العقود الاخيرة ولاسيما نتيجة سرطان المعدة والقولون والثدي وعنق الرحم.
وقالت الدراسة ان النساء فوق سن الخمسين في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط يعشن ايضا فترة اطول ولكن الامراض المزمنة مثل السكري تفتك بهن عند سن اصغر من نظيراتهن . وقالت دراسة المنظمة وهي جزء من عدد من النشرة الشهرية لمنظمة الصحة العالمية المخصصة لصحة المراة ان الهوة في متوسط العمر المتوقع بين مثل تلك النساء في الدول الغنية والفقيرة اخذة في الاتساع. وقال مسؤولو المنظمة انه توجد هوة متزايدة مماثلة بين متوسط العمر المتوقع للرجل فوق سن الخمسين في الدول الغنية وذات الدخل المنخفض وتكون الهوة اكبر في بعض مناطق العالم.
وقال الدكتور جون بيرد مدير ادارة الشيخوخة ومسار الحياة في مقابلة في المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العاليمة يمكن لعدد اكبر من النساء توقع العيش لفترة اطول وليس البقاء فقط على قيد الحياة بعد الولادة ولكن ما وجدناه هو ان التحسن في الدول الغنية اقوى بكثير من الدول الفقيرة. هذا التفاوت بين الجانبين اخذ في الازدياد. وقال بيرد ان ماتشير اليه ايضا هو اننا بحاجة بشكل خاص في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط الى بدء التفكير في كيفية معالجة تلك الاحتياجات الناشئة لدى النساء. النجاح في العالم الغني يشير الى ان ذلك من خلال تحسين الوقاية من الامراض غير المعدية ومعالجتها. بحسب رويترز.
وقالت الدراسة انه في النساء اللائي تزيد اعمارهن عن خمسين عاما تعد الامراض التي لا تنتقل بالعدوى ولاسيما السرطان ومرض القلب والجلطات الدماغية هي اكثر الاسباب شيوعا وراء الوفاة بصرف النظر عن مستوى النمو الاقتصادي للدولة التي يعيشن فيها. واشارت الدراسة الى ان عدد حالات الوفاة بين النساء فوق سن الخمسين فأكثر في الدول الغنية نتيجة مرض القلب والجلطة الدماغية والسكري تراجع بالمقارنة مع 30 عاما مضت وان هذا التحسن ساهم بشكل كبير في زيادة متوسط العمر المتوقع وهو سن الخمسين. وبامكان ان تتوقع المراة الاكبر سنا في المانيا الان ان تعيش حتي سن 84 عاما وفي اليابان الى 88 عاما مقابل 73 عاما في جنوب افريقيا و80 عاما في المكسيك. وقال بيرد ان هذا يعكس امرين وهما تحسن الوقاية ولاسيما الوقاية السريرية التي تتعلق بالسيطرة على ارتفاع ضغط الدم والفحص بالاشعة عن سرطان عنق الرحم ولكنه يعكس ايضا تحسن العلاج.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/أيلول/2013 - 19/ذو القعدة/1434