واشنطن تُصِّعد لهجتها ضد سورية... والأمم المتحدة تبدأ التحقيق في «مجزرة الكيماوي»
مقاتل من «الجيش الحر» يزرع قنبلة محلية الصنع في أحد أزقة مدينة حلب القديمة - REUTERS
تصغير الخطتكبير الخط
دمشق - أ ف ب
صَعَّدت الإدارة الإميركية يوم أمس الأحد (25 أغسطس/ آب 2013) لهجتها ضد النظام السوري في الوقت الذي تبدأ فيه اليوم الأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات الموجهة للنظام باستخدام اسلحة كيماوية في ريف دمشق قبل أربعة أيام في ظل حركة اتصالات دولية ضاغطة بشأن خيارات الرد على هذا الهجوم من بينها الخيار العسكري. وبعد وقت قصير أعلنت الأمم المتحدة من جانبها أنها ستبدأ التحقيق اليوم (الإثنين)، فيما اعتبرت واشنطن أن موافقة سوري «جاءت متأخرة لدرجة لا يمكن تصديقها».
وسارعت الولايات المتحدة إلى التشكيك في الموقف السوري. وقال مسئول أميركي كبير: «لو لم يكن للحكومة السورية ما تخفيه وأرادت أن تثبت للعالم أنها لم تستخدم أسلحة كيماوية في هذا الحادث، لكانت أوقفت هجماتها على المنطقة ومنحت الأمم المتحدة وصولاً فورياً إليها قبل خمسة أيام»، معتبراً أن الموافقة «جاءت متأخرة إلى درجة لا يمكن تصديقها». وكان مسئول أميركي آخر أشار في وقت سابق إلى أن استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيماوية «شبه مؤكد».
وصرح وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس أن القوات الأميركية مستعدة للتحرك ضد النظام السوري، مشيراً إلى أن واشنطن مازالت تقيم خياراتها، وإلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما «طلب من وزارة الدفاع إعداد خيارات لكل الحالات».
وفي حين حذرت موسكو من «خطأ مأسوي» يتمثل بعملية عسكرية محتملة في سورية، داعية إلى العقلانية، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي، وأعلن أنه «على اتصال وثيق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما للرد بشكل مشترك على هذا الاعتداء غير المسبوق».
موسكو تحذر الغرب من تكرار «مغامرة العراق»... وهيغل يؤكد استعداد واشنطن للتحرك
الأمم المتحدة تبدأ اليوم التحقيق في استخدام «كيماوي» بسورية
دمشق - أ ف ب
أعلنت السلطات السورية أمس الأحد (25 أغسطس/ آب 2013) أنها توصلت إلى اتفاق مع الأمم المتحدة للسماح لخبرائها بالتحقيق في الاتهامات الموجهة إلى النظام باستخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق قبل أربعة أيام، في ظل حركة اتصالات دولية ضاغطة بشأن خيارات الرد على هذا الهجوم من بينها الخيار العسكري. وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستبدأ التحقيق اليوم (الاثنين)، فيما اعتبرت واشنطن أن الموافقة «جاءت متأخرة لدرجة لا يمكن تصديقها».
وفي حين حذرت موسكو من «خطأ مأسوي» يتمثل بعملية عسكرية محتملة في سورية، داعية إلى العقلانية، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي وأعلن أنه «على اتصال وثيق مع الرئيس الأميركي باراك أوباما للرد بشكل مشترك على هذا الاعتداء غير المسبوق».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسئول في وزارة الخارجية قوله: «تم الاتفاق اليوم (أمس) في دمشق بين حكومة الجمهورية العربية السورية والأمم المتحدة... على تفاهم مشترك يدخل حيز التنفيذ على الفور بشأن السماح لفريق الأمم المتحدة برئاسة البروفيسور آكي سيلستروم بالتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيماوية» في ريف دمشق.
وأوضح المصدر أن الاتفاق تم خلال اجتماع بين ممثلة الأمم المتحدة لقضايا نزع السلاح أنجيلا كين ووزير الخارجية وليد المعلم صباح أمس.
وأعلنت الأمم المتحدة بعد وقت قصير على التصريح السوري بأن بعثتها «تستعد للقيام بأنشطة تحقيق» في المواقع التي يفترض أنها شهدت هجوما كيماوياً اعتباراً من اليوم.
وسارعت الولايات المتحدة إلى التشكيك في الموقف السوري. وقال مسئول أميركي كبير «لو لم يكن للحكومة السورية ما تخفيه وأرادت أن تثبت للعالم أنها لم تستخدم أسلحة كيماوية في هذا الحادث، لكانت أوقفت هجماتها على المنطقة ومنحت الأمم المتحدة وصولاً فورياً إليها قبل خمسة أيام»، معتبراً أن الموافقة «جاءت متأخرة إلى درجة لا يمكن تصديقها». وكان مسئول أميركي آخر أشار في وقت سابق إلى أن استخدام قوات النظام السوري أسلحة كيماوية «شبه مؤكد».
وتحدث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن «مجموعة من الأدلة» تفيد بأن الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس الجاري في ريف دمشق كان «ذا طبيعة كيماوية» وأن «كل شيء يقود إلى الاعتقاد» بأن النظام السوري «مسئول» عنه.
وعاد هولاند مساء الاحد ليؤكد بعد اتصاله بنظيره الأميركي أن «كل المعلومات تتقاطع للتأكيد ان نظام دمشق قام بشن» هجوم كيماوي، كما أعلن بيان الاليزيه أن «الرئيسين توافقا على البقاء على اتصال وثيق للرد في شكل مشترك على هذا الاعتداء غير المسبوق».
وشهد يوم أمس حركة دبلوماسية ناشطة تناولت كيفية التعامل مع المسألة. وأعلن عن اتصال تم الخميس بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره السوري وليد المعلم. وقال مسئول في وزارة الخارجية الأميركية ان كيري أبلغ المعلم أنه «لو لم يكن لدى النظام السوري شيء يخفيه كما يزعم لكان عليه أن يسمح بوصول فوري وبلا عراقيل إلى موقع» الهجوم الكيماوي المفترض لمحققي الأمم المتحدة.
كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تباحثا السبت هاتفياً في «الردود المحتملة» على الاستخدام المفترض من جانب النظام السوري للسلاح الكيماوي.
وصرح وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس أن القوات الأميركية مستعدة للتحرك ضد النظام السوري، مشيراً إلى أن واشنطن مازالت تقيم خياراتها، وأن أوباما «طلب من وزارة الدفاع إعداد خيارات لكل الحالات».
في المقابل، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش «من يتحدثون عن إمكان شن عملية عسكرية في سورية عبر محاولتهم مسبقاً فرض نتائج التحقيق على خبراء الأمم المتحدة، إلى التحلي بالعقلانية وعدم ارتكاب خطأ مأسوي». كما حذرت روسيا من تكرار «مغامرة العراق».
ودعت موسكو من جهة ثانية المعارضة السورية إلى السماح لمفتشي الأمم المتحدة بالتحقيق في المزاعم بشأن استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق «بشكل آمن تماماً» وعدم ممارسة «استفزازات مسلحة ضدها على غرار ما حصل مع بعثة مراقبي الأمم المتحدة في الصيف الماضي».
وحذرت إيران، حليفة دمشق، الأحد من «تداعيات شديدة على البيت الأبيض» إذا تجاوزت واشنطن «الخط الأحمر» في سورية. فيما دعت جامعة الدول العربية إلى عقد «اجتماع عاجل» على مستوى المندوبين لمجلس الجامعة غداً (الثلثاء) بهدف البحث في «ما تداولته وسائل الإعلام بشأن الجريمة المروعة التي وقعت في منطقة الغوطة الشرقية بدمشق وأودت بحياة مئات الضحايا الأبرياء جراء استخدام السلاح الكيماوي».
في هذا الوقت، توعدت «جبهة النصرة» بالثأر من «الهجوم الكيماوي» على ريف دمشق الذي تتهم المعارضة السورية النظام بتنفيذه، عبر استهداف القرى العلوية. وفي تسجيل صوتي نشر على مواقع إسلامية الكترونية، أعلن زعيم «النصرة»، أبومحمد الجولاني عن «سلسلة غزوات العين بالعين».
ميدانياً، أطلقت القوات النظامية السورية أمس صواريخ «أرض - أرض» على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، منطقة «الهجوم الكيماوي» المفترض. فيما تستمر الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في داريا ومعضمية الشام.
كما قتل محافظ حماة في تفجير سيارة مفخخة أمس في المدينة، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري، متهماً إرهابيين باغتياله.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4006 - الإثنين 26 أغسطس 2013م الموافق 19 شوال 1434هـ