* الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه قبل أربعة عشر قرناً، سمح الإمام بالمظاهرات ضدّه دون أية شروط، ولبّى مطاليب المتظاهرين، وذلك في قصّة معروفة سجّلها التاريخ. * اسعوا إلى تربية شباب العراق على قيم ومبادئ وثقافة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وليس على حبّه والولاء له فقط، فالولاء واجب. اسعوا إلى ذلك حتى يعرف ويعلم شباب العراق من كان عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وماذا عمل. * حاولوا أن تبنوا عراق الغد عبر الشباب، وذلك بتثقيفهم بثقافة الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، فهذا العمل من أهم المسؤوليات اليوم، كما أنه أهم شيء تعطونه لمستقبل العراق شبكة النبأ: أكد المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله على تربية شباب العراق على قيم ومبادئ وثقافة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وليس على حبّه والولاء له فقط، فالولاء واجب، عبر السعي الى تعريفهم من كان عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وماذا عمل. فّإذا علموا ذلك فسيصلحون العالم كلّه وليس العراق أو المنطقة فحسب. حيث انه من المؤسف له أن معظم الشباب لا يعرفون مثل هذه الأمور عن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، لا شباب الجامعات ولا شباب المدارس، ولا غيرهم. فبناء عراق الغد يتم عبر الشباب، وذلك بتثقيفهم بثقافة الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، فهذا العمل من أهم المسؤوليات اليوم، كما أنه أهم شيء لمستقبل العراق، ولمستقبل الإسلام، ولمستقبل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وكذلك لمستقبل المنطقة والعالم كلّه. فثقافة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسيرته وتاريخه، كل ذلك فريد ولا نظير له إلى يومنا هذا. جاء ذلك حين قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، مجموعة من مسؤولي ورؤساء أقسام (مركز المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف الثقافي) في مدينة واسط، ومعظمهم أساتذة في الجامعة والمدارس الأكاديمية، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم الخميس الموافق للرابع من شهر ذي الحجّة الحرام 1434 للهجرة، واستمعوا إلى إرشادات سماحته القيّمة. بحسب موقع مؤسسة الرسول الاكرم الثقافية. فقال سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: إنّ العراق بلد الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، الذي حكم العالم الإسلامي من العراق وبالتحديد من الكوفة خلال حكومته الظاهرية التي استمرت خمس سنوات تقريباً، وكان الإمام سلام الله عليه هو الحاكم الإسلامي الأعلى للرقعة الإسلامية آنذاك، التي امتدّت من أوروبا إلى أفريقيا وآسيا، رغم قلّة فترة حكم الإمام سلام الله عليه، وكثرة الأعداء في الداخل والخارج، وفرض ثلاث حروب عليه، كانت أشدّ الحروب في داخل الدولة الإسلامية آنذاك، وهي الجمل وصفّين والنهروان، بحيث صرفت هذه الحروب قرابة أربع سنوات من حكومة الإمام صلوات الله عليه. وقال سماحته: رغم كل هذه المشاكل، بالأخصّ الحروب التي كانت الواحدة منها تكفي لتقويض التاريخ أيضاً وليس الحكومة فقط. مع كل ذلك، ترك مولانا الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه أروع وأعظم وأجمل القصص في التاريخ، في أمرين هما من أهم الأمور في الدنيا، قديماً وحديثاً وحاضراً، وهما الاقتصاد والسياسة. فما تركه الإمام سلام الله عليه في كلا الأمرين من بصمات، لم تحلم به الدنيا، لا في ذلك الزمان ولا حالياً، حتى في أكثر البلدان حريّة، وأعظمها اقتصاداً، حيث لم نجد لذلك نظير أبداً. وهذا كلّه موجود في التاريخ الشيعي، وفي تاريخ الكفّار. وأشار سماحته إلى نموذج من روائع ما تركه الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، في الاقتصاد، وقال: يقول الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كلام له مذكور في نهج البلاغة: «هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الأطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ» . فمعنى (لعل) في كلام الإمام صلوات الله عليه تعني: يمكن وليس مؤكّداً. وأردف سماحته: كان للإمام عليّ صلوات الله عليه أعداء في التاريخ ولا يزالون إلى يومنا هذا، وقد أخذوا على الإمام مآخذ، وكانوا يظنّون أنها مآخذ لكنها بالحقيقة هي فضائل ومناقب، فكانوا يركّزون عليها وينتقدون الإمام صلوات الله عليه بها، ومنها, قولهم: إنّ فيه دعابة. أي لم يكن خُلُق الإمام حادّاً أو فظّاً أو عبوساً، واعتبروا ذلك مأخذاً على الإمام، في حين إنها فضيلة من فضائل الإمام صلوات الله عليه. ولكنهم ـ أي الأعداء ـ لم يأخذوا على الإمام قوله صلوات الله عليه: «وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ». فلم يخرج أحدهم ويقول: بالتأكيد كان هناك جائع في ظل حكومة الإمام صلوات الله عليه، لأنهم يعلمون جيّداً بأن الناس في ظل حكومة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه عاشوا برفاه ورخاء. المعارضة في دولة الامام علي عليه السلام وعقّب سماحته بقوله: انظروا إلى حكّام عالم اليوم، بالأخصّ حكّام أغنى الدول، هل يستطيع حاكمها أن يدّعي ويقول: أنا لست متأكّداً من وجود جائع واحد في ظل وفي رقعة حكومتي؟! ثم ذكر سماحته نموذجاً آخر عن روائع تعامل الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في مجال السياسة والحكومة، وقال: إنّ من أهم الأمور بالنسبة للناس وفي إطار أسس الحكومة وعملها هي الحريّة. ومن أهم مظاهر الحرية في العالم هي التظاهر (المظاهرة) ضد الحاكم. ففي عالم اليوم تخرج في البلاد الحرّة مظاهرات ضد الحاكم، ولكن ضمن شروط، منها: أن تكون المظاهرة ضمن جهة رسمية معترف بها كجمعية أو حزب، وأن يتم تقديم طلب للسماح بالخروج بالمظاهرة، وتعيين زمان ومكان انطلاق المظاهرة، والإبلاغ عن الشعارات التي ستردّد في المظاهرة، وغيرها، وبالتالي ومع كل ذلك فإنّ الحاكم لا يلبّي مطاليب المتظاهرين. ولكن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه قبل أربعة عشر قرناً، سمح الإمام بالمظاهرات ضدّه دون أية شروط، ولبّى مطاليب المتظاهرين، وذلك في قصّة معروفة سجّلها التاريخ. وأردف سماحته: إنّ الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان حاكماً شرعياً ومعيّناً من قبل الله تعالى, ونصّب من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله. والذين اعترضوا على الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه لم يكونوا يمثّلون نسبة واحد بالألف من مجتمع الكوفة، ولكن رغم ذلك سمح لهم الإمام بالتظاهر والاعتراض، وأمر بتركهم على فعل ما يريدون. تربية شباب العراق على قيم ومبادئ وثقافة الإمام أمير المؤمنين وشدّد سماحته بقوله، مخاطباً الحضور: مَن للعراق غيركم؟ فاسعوا إلى تربية شباب العراق على قيم ومبادئ وثقافة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وليس على حبّه والولاء له فقط، فالولاء واجب. اسعوا إلى ذلك حتى يعرف ويعلم شباب العراق من كان عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، وماذا عمل. فّإذا علموا ذلك فسيصلحون العالم كلّه وليس العراق أو المنطقة فحسب. وهذه من أهم مسؤولياتكم. فحاولوا أن تفكّروا جيّداً في نسبة مسؤولياتكم، وأن تتحملوا ما تتعرّضون له في هذا الطريق من متاعب ومشاكل، بالامتثال للقرآن الكريم، حيث قال تعالى: (ولمن صبر وغفر). فاصبروا واغفروا، حتى تنهضوا بالعراق وبالعالم كلّه إلى غد مشرق. ثم أشار سماحته إلى ما وصل إليه اليابان من تقدّم وتطوّر ونهوض إثر عمله بوصيّة للإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقال: في الحرب العالمية الثانية سحقت الكثير من الشعوب والبلدان، ومن أكثر البلدان التي سحقت في هذه الحرب هو اليابان وإحدى الدول الإسلامية، لا أذكر اسمها لما سأبيّنه لاحقاً. هل تعلمون ماذا صنع اليابان بعد انتهاء الحرب؟ إنّ الذي قام به اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية هو العمل بفقرة من كتاب الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كتابه إلى مالك الأشتر رضوان الله تعالى عليه حينما ولاّه على مصر. حيث كتب الإمام صلوات الله عليه إلى مالك (ما مضمونه) بأن يجعل التجارة حرّة، بالأخصّ التصدير والاستيراد، وأن يكون دوره (أي دور الحاكم والحكومة) هو الرقابة فقط لكي لا يحدث غبناً بحقّ الناس. فكان ما عمل به اليابان أنه جعل التجارة بيد الشعب الياباني، فتقدّم وارتفع حتى صار يزاحم أميركا في الاقتصاد، وحتى في داخل أميركا أيضاً. أما تلك الدولة الإسلامية فإنّها بقيت دون المستوى لأنها ومع الأسف الشديد لم تعمل حتى بكلمة واحدة من كلام الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه!!! وعقّب سماحته بقوله: من المؤسف له أن معظم الشباب لا يعرفون مثل هذه الأمور عن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، لا شباب الجامعات ولا شباب المدارس، ولا غيرهم. وأكّد دام ظله قائلاً: حاولوا أن تبنوا عراق الغد عبر الشباب، وذلك بتثقيفهم بثقافة الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه، فهذا العمل من أهم المسؤوليات اليوم، كما أنه أهم شيء تعطونه لمستقبل العراق، ولمستقبل الإسلام، ولمستقبل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وكذلك لمستقبل المنطقة والعالم كلّه. فثقافة الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسيرته وتاريخه، كل ذلك فريد ولا نظير له إلى يومنا هذا. وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، إرشاداته القيّمة، بقوله: أسال الله تبارك وتعالى أن يوفّقكم لأن تخطوا الخطوات التي تصل بكم إلى قمّة هذا الأمر المهم. |