وزير التربية والتعليم هل تجيبني على أسئلتي؟
- [ltr][/ltr]
- [ltr]هاني الفردان ... كاتب بحريني[/ltr]
- [ltr]hani.alfardan [at] alwasatnews.com[/ltr]
تصغير الخطتكبير الخط
بعد أحداث فبراير/ شباط ومارس/ آذار 2011 وما شهدته البحرين حينها من فرض حالة السلامة الوطنية، واعتقال أطباء ومهندسين ومحامين ومدرسين، وعدد كبير من الطلبة، وسحب بعثات طلابية، وتضييق الخناق على جميع التخصصات التي شغلتها طائفة بذاتها وعينها، كان من المفروض أيضاً خلق استراتيجية جديدة لتوزيع البعثات، مع ضمان السرية.
خطة توزيع البعثات على المتفوقين تقوم على أساس أخذ 60 في المئة من المعدل، وترك مساحة 40 في المئة لمقابلة شخصية تقوم بها لجنة معنية، أعلن عنها في 14 يونيو/ حزيران 2011، أي بعد 14 يوماً فقط من إنهاء حالة السلامة الوطنية، بلا معايير ولا ضوابط.
ربما الوزارة والحكومة تنفي وترفض اتهامها بتسييس توزيع البعثات، وعدم الشفافية، والتلاعب بالنتائج من خلال لجنة مقابلات تطرح من الأسئلة الغريبة والعجيبة ليس لقياس قدرات الطلبة وميولهم التعليمية كما يقولون، بل لمعرفة «ميولهم السياسية».
منذ الإعلان عن تلك الخطة التي تقوم أولاً على أساس عدم الإعلان عن البعثة ونسبة المتفوق في الصحف كما اعتادت البحرين طوال 32 عاماً، ومن ثم ابتكار طريقة جديدة لتوزيع البعثات تقوم على عملية غير علمية ولا مهنية، باتت أهداف المشروع واضحة للجميع.
منذ ذلك اليوم، وقعت أمور خفية حدثت خلال العامين الماضيين عند توزيع البعثات، ولحق ظلمٌ بكثيرين من شباب المستقبل، يقوم على أساس مجهول وتعامل غير منصف وبعيد كل البعد عن العدل والإنصاف والمساواة. ومهما تذرعت وزارة التربية وبرّرت، فإن ذلك لن يزيل الشك والتشكيك في إجراءاتها، التي لا يوجد بها أي معيار من معايير الشفافية والعدالة والانصاف.
في العام 2011 وهو العام الأول لتطبيق النظام، حصلت طالبة بمعدل 99.3 في المئة والخامسة على البحرين على رغبتها العاشرة، وحصل طالبٌ بمعدل 98.6 في المئة والرابع على الذكور في البحرين على منحة مالية. وكان السؤال في ذلك الوقت: إذا كان هؤلاء لا يستحقون، فمن الذي استحق بعثات الطب والهندسة وغيرها؟ وإلى من ذهبت البعثات؟ وكم كانت نسبهم؟
إلى وزير التربية والتعليم، صرح مسئولو وزارتك من قبل ومؤخراً، أن المقابلة الشخصية تهدف للوقوف على اتجاهات الطلبة وميولهم وقدرتهم ومساعدتهم على اختيار التخصصات التي تتناسب واحتياجات سوق العمل، ولكن ما هي علاقة الأزمة التي مرّت بها البحرين في 2011 بتحديد قدرات وميول الطلبة؟
سعادة الوزير - لدي طالبة متفوقة دخلت على لجنتكم الموقرة في مقابلة شخصية لتحديد ميولها وقدراتها، وإليك الأسئلة التي وجهت لها: ما رأيك في الأزمة التي شهدتها البحرين وأحداث 2011؟ ما رأيك في تصرف الحكومة وطريقة حلها للأزمة؟
سعادة الوزير، ما رأيك أنت في هذين السؤالين؟ وما هو تقييمك لميول الطالبة عندما تكون إجابتها بأن البحرين شهدت حراكاً مطلبياً وشعبياً؟ وإذا كان جوابها بأن الحكومة مارست انتهاكات حقيقية وثقها تقرير تقصي الحقائق الرسمي؟ فهل ستستحق مثلاً بعثة دراسية، أم ستصرف لها منحة مالية؟
سعادة الوزير/ هل ذهبت لسباق «الفورمولا ون»؟ وإذا كان جوابك بـ «لا»... هل يمكن أن تبدي الأسباب؟ فمن خلالها نستطيع أن نقيس ميولك وقدراتك، وعلى أساسها سنقيّم هل تستحق أن تكون وزيراً أم لا؟ وهل تستحق الطالبة التي لم تذهب لسباق «الفورمولا ون» بعثة دراسية أم منحة مالية؟
سعادة الوزير/ ما هو آخر حدث قبل أحداث 14 فبراير 2011؟ هل تتذكر جيداً أم لا؟ إن لم تعرف، وإن لم يكن جوابك يرضينا، فاعذرني لأنك لا تستحق أن تكون وزيراً، وبالتالي فإن الطالبة ستصنّف «خائنة» و«صفوية»، ولا تستحق البعثة الدراسية.
سعادة الوزير/ كم ضابطاً في عائلتكم؟ ألا تعتقد أن عدد الضباط في عائلتكم يحتم على الدولة أن لا تعيّن أي ضابط آخر حتى لا تعيش العائلة الموقرة حالة تضخم في هذا المنصب، ولإعطاء فرصة للعوائل الأخرى أيضاً؟ فهذا هو منطق لجنتكم الموقرة حين سألت طالبة: لماذا تريدين دراسة الطب وعائلتك بها أطباء كثيرون؟ سعادة الوزير وإن عرفت عائلتها عرفت القصد والمغزى من السؤال؟
سعادة الوزير/ إذا سافرت لخارج البحرين، ماذا ستقول لأصدقائك هناك على الحكومة؟ وهل ستتحدث عن إنجازاتها؟ أم عن مساوئها وإخفاقاتها وفسادها الذي ملأ تسعة تقارير سنوية أصدرها ديوان الرقابة المالية؟ والجواب سيعطيك بعثة وربما تكون من نصيبك منحة.
سعادة الوزير/ بعد إجابتك على تلك الأسئلة الحقيقية التي تطرحها لجنتكم الموقرة، مع معرفتنا بمعلومات إضافية كالعنوان والمنطقة والعائلة، سنحدّد هل أنت موالٍ للنظام، أم معارض، ومن خلالها سنقرّر هل تستحق بعثة أم نحرمك منها؟
سعادة الوزير/ قبل بدء جلسات الحوار، أثارنا سؤالٌ عن أسباب إقحام وزير التربية والتعليم على طاولة الحوار كممثل عن الحكومة لبحث الأزمة السياسية، والآن فهمنا أن الوزارة ليست خدماتية بل سياسية، وتتعاطى مع طلابها ومدرّسيها ومنتسبيها على ذات الأساس المقسّم على طاولة الحوار بين «موالين» و«معارضين».
سعادة الوزير/ ألا تعتقد أن وزارتك ترتكب أخطاء فادحة بحق هذا الوطن وأجياله، بانتهاجها أساليب بعيدة كل البعد عن الشفافية والعدالة والانصاف، وهي تعمّق جراح الوطن وتمدّه لأجيال وأجيال عندما يطال الظلم حتى الطلبة ومستحقي البعثات عن جدارة وتفوق.
إلى جميع أولياء الأمور، لا تنتظروا توزيع البعثات لتطالبوا بحقوقكم، فمن الآن تحرّكوا، سكوتكم جريمةٌ بحق أبنائكم.
هاني الفردان
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3941 - السبت 22 يونيو 2013م الموافق 13 شعبان 1434هـ